دوار، لمعاوية الرواحي

أمضي، كأن الأرض ليست ــ والهُنا ــ أرضي
ويأخذني إلى حزني براقٌ من غيومِ الليلِ
أيامي سواسيةٌ، وذاكرتي هي المنفى النقيُّ.
قصائدي يا عمرُ تابوتٌ من الأحلامِ
أسئلتي تدورُ مع الكواكبِ، والعروقِ
ومع دوار الشمسِ في كبد السماء.
هجرتُ نفسي كي أعيشَ،
وعشتُ في يومِ المهاجرِ قصتي
وتلوتُ ما لم أستطع قولا له
وغرقتُ في بحر الجنونِ
وغصتُ في تأويل أحزاني
وعدت بلا هدفْ.

وبكيتُ، ثم ضحكتُ، ثم نسيتُ
واستسلمتُ، ثم صرعت دمعي
كل ما في الفرد من ذاتي انعكاسٌ
شاء جَمعي.
لم أكن إلا خيالاً أطفأ الغرباء شمعته
فصار إلى الظلامِ،
وحلقت في كحلِ أسئلتي نجوم.
من خيالٍ واسعٍ.
جئنا لظلِّ الروحِ
وانتصرت مع الأقدار
نافذة الصدف.

وأسيرُ في دربي كأني
لم أكن شبحاً. أراقب لعبةَ الأحياء
في دنيا الجمادِ، وأستجير بما تبقى
من ضياء الروحِ في جمر الجسد.
وأهيمُ كالمعنى، بلا لغةٍ تعبّر عن جروحي.
أستغيثُ بكل آلامي لعل قصيدة شردت
ستنقذ شاعراً من يأسِه وحنينه للأمسِ
يا دنيا مددْ.
سكب المصيرَ الحبرُ في نهر الدقائقِ
والنهاياتُ الأليمةٌ عبرةٌ للقادمين
على مقابر أمسنا الملعون
بالتاريخ، واليأس المقدّسِ
حين مزقنا الهدفْ.

Related posts

Leave a Comment